حينما دخل جبريل عليه السلام، على رسول الله صلى لله عليه وسلم، هو وبعض الصحابة، في صفة أدمي، ثم سأله جبريل عن ماهو الإيمان، ليخبره صلى الله عليه وسلم في قوله: (أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره)، أبان حديث الرسول صلى عليه وسلم هذا على مجموعة من الأمور، أهمها ماهية الإيمان، وعدد أركانه.
إذا فمسألة الإيمان بجميع هذه الأركان حتمية، وضرورية، وقطعية، فالمسلم لاتطلق عليه صفة المؤمن ما لم يصدق، ويؤمن إيمانا جازما لا يتخلله أي أذنى شك حول جميع هذه الأركان، وعليه فلا يجوز قطعا إستثناء أي ركن من أركان الإيمان المذكورة في الحديث النبوي الشريف، ومن يشك في هذه الأركان، أو يصدق بعضها ويشك في البعض الآخر، يعتبر كافرا، وإيمانه غير صحيح وناقص، وبالتالي عليه تدارك الموقف، وتصحيح الأمور، وإلا سيظل عن طريق الله، وقد حذر الله سبحان وتعالى، بني إسرائيل عن هذا في قوله:(أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، وفي آية أخرى قال الله تعالى كذلك:(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا).
إذا فحديث النبي جاء مبينا، وآيات لله تعالى مؤكدة، على الإيمان بما هو مذكور دون إستثناء أي ركن، وإلا إعتبر كافرا.